الأربعاء، 7 أبريل 2010

القصائد السلطية لحيدر محمود

أحدث قصيدة للشاعر تتحدث عن مدينة السلط ألقاها بصوته في جامعة البلقاء التطبيقية، بتاريخ 13/12/2007 في مدينة السلط ، في ندوة نظمتها بترا الدولية للدراسات والأبحاث ، بعنوان رجالات من السلط في ذاكرة الوطن ، برعاية رئيس الوزراء الأسبق المهندس علي أبو الراغب.

تعاتبني وحُقَّ لها العتابُ
فعَنْ أمِّ الندى طالَ الغيابُ
وما أنـَا مِنْ بنيها غيرَ أني
ككل العاشقين لِيَ انتسابُ
ولي فيها منازلُ عامراتٌ
بأهليــها ولي فيها رحابُ
 وفي قلبي لها ديوانُ شوق ٍ 
وإيوان ٌ وبستانٌ وغابُ
هي السلطُ التي أسْكـَنـْتُ روحي
"بعين ِ بناتِها" فـَزكا الشرابُ
عين البنات : عين للماء كانت في وسط السلط
 وطابَ لوارديهِ الماءُ يَهْمي
سخيـًا مثلما يهمي السحابُ
لقد أنجبتِ يا سلط َ المعالي
هضابـًا لا تـُطاولُها هضابُ
وكان بنوك ِ مطلعَ كلِّ فـَجْر ٍ
ومُبْتـَدَأ َ الضُّحى كانَ الشبابُ
وما زالتْ شموسُكِ ساطعاتٍ
على وطن ٍ يُهابُ ولا يَهابُ
تعانـُقـُكِ الجبالُ الشُّمُّ فخرًا
وعِرْفانـًا وتحْضُنـُكِ الشِّعابُ
لـِدي مِثـْلَ الذينَ مَضَوْا نشامى
فمِنْ شُهُبِ الدُّجى يأتي الشهابُ
لـِدي علماءَ فالصحراءُ قـَفـْرٌ
فما في رمْلِها إلا السرابُ
لـِدي شعراءَ حتى الشعرُ جَفـَّتْ
سواقيهِ وحلَّ بها الخرابُ
لـِدي شهداءَ للوطن ِ المُفـَدّى
فغيرَ نداكِ ما استسقى الترابُ 
ستذكرُ مجدَكِ العالي الليالي
بأنكِ للهدى والنور ِ بابُ
وأنكِ أبْجَـدِيـَّـتـُنا ولولا
عروقُ يديكِ ما عَلـَتِ القبابُ
أيا سلطَ الجباه ِ السُّمْر ِ تيهي
على الدنيا بمَنْ حضروا وغابوا
معاذ هواكِ أنْ ينساكِ شعري
وهل ينسى اسْمَ كاتِبـِه ِ الكتابُ
تطاوعني القصيدة ُ فيكِ لكنْ
لأنك ِ أنتِ يُرْبـِكـُني الخطابُ
لك العُتبى إذا قـَصَّرْتُ حتى
تقولي لي دعاؤكَ مُسْتجابُ
ويا "عينَ البناتِ" فدتكِ عيني
وكـُحْلـُكِ أدْمُعي ودمي الخضابُ


القصيدة الثانية عام 2004
فـَتـَّشْتُ عن " جادورها" فوجدتهُ
طللا ً تقاسمهُ الهمومُ همومَها
.جادور : حي الجادور في السلط
وسألتُ عن " عين البنات" فقـُلنَ لي
جَفـَّتْ وغادرت البناتُ كُرومَها
منْ يذكر السلطَ الجميلة َ قبلَ أنْ
يُلغي الجديدُ المستفزُّ قديمَها
وتسدُّ غاباتُ الحجارة ِ أفقها الــ
ــعالي ويغتالث الغبارُ نسيمَها
فكأنَّ هذي غيرَ تلكَ وذلك الـ
ـوادي الذي عشِقتْهُ كانَ غريمَها
يا سلطُ يا أمَّ المدائن يا التي
منها تخيرت السماءُ نجومَها
شمس المعارف ما تزالُ تبثُّ في
أرواحِنا أنوارَها وعلومَها
كم مبدع ٍ أنجبتِ للأرض ِ التي
أحببنَ عانقها وباس أديمَها
تحيا بهِ ولأجلها يحيا فإنْ
طلبتْهُ للجلّى أثار سُمومَها
ما زال " مقهى المغربي" بخاطري
يلقى حليمُ السلط فيهِ حَليمَها
 مقهى المغربي : أقدم مقاهي السلط.
" حسني " يقول قصيدة فيجيبهُ
" حسني" فتبرئُ بالكلامِ كُلومَها
. " حسني" : الشاعران  حسني فريز و حسني زيد الكيلاني
و "بمطعم العمَدِ" الذي كان النّدى
فيهِ يزاحمُ في ناداهُ غيومَها
. مطعم العمد : أقدم مطاعم السلط اشتهر بالمشاوي.
كل الرموز الأردنية " عَمَّدَتْ "
أنى التفتَ تجدْ عليهِ رسومَها
. عمدت : أي تناولت الطعام في مطعم العمد
يا سلطُ أبحُ عنكِ فيكِ فلا أرى
إلا خيالاتٍ تبثُّ همومَها
وتزيدني حزنًا على الحزنِ الذي
أدمنتُهُ وتصبُّ فِيَّ جحيمَها
فكأنَّ "ليلى"  لم تكن "ليلى" ولا
كانَ المُلوَّحُ إلفَها ونَديمَها

هناك تعليق واحد: