الأربعاء، 7 أبريل 2010

مدينة السلط كنز سياحي دفين.. من يستغله؟!

مدينة السلط رابع أكبر المدن الأردن من حيث عدد السكان، ويبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، تبعد عن العاصمة عمان  30 كيلومترا، كانت حتى بدايات القرن العشرين عاصمة إمارة شرق الأردن وسميت قديما بـ «سالتوس» نسبة إلى القائد اليوناني العظيم الذي فتحها زمن الاسكندر المقدوني.
«الحقيقة الدولية» زارتها ورصدت بالصوت والصورة طبيعتها الخلابة التي تميزت بآثارها التي تدل على عراقتها وأصالتها وبيوتها ودكاكينها القديمة التي هجرها أهلها فيما أغمضت الحكومات المتعاقبة عيونها عن جمال المدينة وما يحيط بها من مناطق سياحية.
المواطن حازم العبادي احد سكان المدينة أكد لـ «الحقيقة الدولية» أن السلط تشكل شاهدا لا مثيل له في المناظر الخلابة  حيث تزدحم بالأشجار والغابات، خاصة من جهة  الغرب المطلة على وادي الأردن وجبال فلسطين.
وبين العبادي أن مدينة السلط تواجه أزمة في الشأن الثقافي وخصوصا أنه تم إعلانها عاصمة للثقافة الأردنية للعام الحالي،  موضحا  أن البلدية لا تتوفر لديها الشروط الذاتية لقيادة دفة العاصمة الثقافية، كونها  تفتقر إلى  كادر وظيفي مؤهل لتنسيق الأعمال والأنشطة الثقافية.
وأضاف أن مركز الوثائق والمخطوطات التابع للبلدية والذي يمثل العمود الفقري للعمل الثقافي داخل السلط  تم تحويله إلى مستودع.
أما المواطن التاجر عبد الرحمن الغزو وهو يمتلك محلا لبيع «العبي» والمطرزات الشرقية في شارع الحمام ـ أحد المعالم السياحية في مدينة السلط أكد لـ «الحقيقة الدولية» أن شارع الحمام يحتاج إلى اهتمام واسع فالبيوت فيه قديمة وبحاجة ماسة إلى إعادة ترميم واستغلالها في إقامة المكتبات والمتاحف والمطاعم السياحية التي تجذب السائح إليها، إضافة إلى سقف الشارع ليستطيع السائح القدوم إليه في كافة فصول السنة.
ولفت  الغزو إلى  أن أكثر المعيقات أمام تشجيع السياحة في شارع الحمام السياحي هي  وجود محلات الخضار والفواكه والدواجن التي تؤثر على  السياحة داخل السوق كون تلك المحلات تسبب  المكاره الصحية للشارع  وتحوله إلى سوق شعبية.
وبين الغزو أن على البلدية سحب تراخيص تلك المحلات وتشجيع محلات بيع الحرف اليدوية والسياحية في السوق.
والتقى فريق «الحقيقة الدولية»  أحد أكبر رجال السلط سنا وهو  المواطن عبد الله أحمد البخيت ويعمل تاجرا في سوق الحمام منذ أكثر من 60 عاما فذكر أن سوق الحمام اخذ اسمه من حمام كان موجودا في السوق نفسه وظل هذا الحمام موجودا حتى وقت متأخر في فترة الثلاثينيات وكان يدخله الرجال في ساعات معينة والنساء في ساعات أخرى مقابل اجر محدود  ويضيف:  وكان الحمام  يوقد بالحطب والخرق البالية موضحا أن السوق هو الامتداد الطبيعي للمنطقة التجارية في الساحة باتجاه الشرق  وكان ذلك في العام  1948 يمتد من الساحة الرئيسية في وسط المدينة إلى كراج خشمان في نهاية شارع الحمام مع وجود بوابة رئيسية واحدة كانت تفتح عند بزوغ الفجر وتغلق بعد صلاة العشاء، مما يدل على عراقة هذا المكان وأهميته التاريخية الحديثة والسياحية.
رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس سلامة الحياري أكد في لقاء أجرته معه «الحقيقة الدولية» أن مدينة السلط بحاجة إلى تكاثف الجهود لإبرازها كما يجب كمدينة سياحية وعاصمة الثقافة لعام 2008 مبينا أن البلدية تقوم حاليا وبالتعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني على إقامة فعاليات ثقافية أسبوعية وشهرية  وسيتم تغطية هذه الفعاليات بصحيفة شهرية تصدرها البلدية لترويج مدينة السلط سياحيا.
وفيما يتعلق بتطوير وسط المدينة وإعادة ترميم بيوت السلط القديمة وإقامة المكتبات والمرافق السياحية التي تنعش اقتصاد الأردن وتوفر فرص عمل لأبناء السلط أكد الحياري أنه تم انجاز جزء من المشروع والذي جاء بتمويل من البنك الياباني للتعاون الدولي، وأن العمل ما زال مستمرا في الخطة الثالثة للتطوير الذي يتوقع أن يطرح عطاءه خلال الأسبوعين القادمين.
وبين الحياري أن محلات الدواجن والخضار التي تعيق الهدف من إقامة مشروع تطوير شارع الحمام ليكون شارعا سياحيا، فان  البلدية تدرس حاليا سحب رخص هذه المحلات واستبدالها باستثمارات سياحية تعكس الحياة القديمة للشارع وذلك من خلال إقامة سوق شعبي في منطقة الكراجات.
وفيما يتعلق بالمنطقة الغربية التي تمتاز بمناظرها الخلابة أكد  الحياري أنه خاطب وزارة السياحة والآثار لإقامة مشاريع سياحية متمثلة في المنتجعات والقرى والمطاعم السياحية، وبين أن أهل السلط يأملون من الحكومة أن تأخذ أحلامهم على محل الجد في إقامة بانوراما في المنطقة  الغربية  تظهر فيها المناطق الجميلة التي تطل عليها هذه المنطقة.
وأضاف الحياري أن البلدية تحاول ترويج السلط سياحيا عن طريق موقعها الالكتروني والفعاليات الشعبية لكنها بحاجة إلى مستثمرين لإقامة المرافق السياحية المشجعة على السياحة هناك. 

الحقيقة الدولية ـ السلط ـ زينة حمدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق